لبنان- مقبرة الطموحات الإسرائيلية وأوهام التغيير
المؤلف: حسين شبكشي11.11.2025

يتسمّر المشاهدون أمام شاشات التلفاز والهواتف المحمولة، يتابعون بذهول الأخبار المروعة عن تدمير القوات الإسرائيلية لمناطق لبنانية عديدة. إنهم يشاهدون الصخور وهي تتهاوى، والأرواح البريئة وهي تزهق، تحت غطاء تفويض دولي زائف، يزعم الدفاع عن النفس. لكن الحقيقة المرة هي أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يسعى جاهداً لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، كما أفصح بنفسه. الأخبار المتدفقة من الاستخبارات والجيش تملأه زهوًا وغرورًا، وتعزز ثقته المفرطة في تحقيق مآربه الخبيثة. هذه النزعة نحو تغيير المنطقة ليست وليدة اليوم (فلنسأل جورج بوش الابن عن وعوده الوردية بعد الغزو الكارثي للعراق، وباراك أوباما عن "الربيع العربي" المزعوم، كلها وعود باءت بالفشل وجلبت ويلات جديدة). لكن الوهم الإسرائيلي بالتغيير والسيطرة على لبنان يمثل حالة كارثية فريدة من نوعها.
بعد الاجتياح الإسرائيلي الغاشم للبنان عام 1982، والذي خلف دمارًا شاملاً واحتلالًا لبيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا المروعة، انهار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، مناحيم بيجن، ودخل في نوبة اكتئاب حادة. جاء ذلك بعد مراجعة مريرة للخسائر العسكرية الفادحة، وسط احتجاجات عارمة من عائلات الجنود الإسرائيليين القتلى. كما جرت محاكمة عسكرية لوزير دفاعه، أرييل شارون، بسبب تجاوزات جسيمة. انتهت القصة باعتزال بيجن للسياسة ومعاقبة شارون بعد استقالتهما المخزية من منصبيهما.
لاحقًا، مُني شمعون بيريز بهزيمة ساحقة في الانتخابات الإسرائيلية، وذلك عقب عدوانه الغادر على لبنان وعملية "عناقيد الغضب" المستوحاة من نصوص توراتية. وشهدت هذه العملية مجزرة قانا الدموية عام 1996، التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء.
ثم جاءت مغامرة إيهود أولمرت الفاشلة في عام 2006، والتي جرّت عليه لاحقًا قضايا فساد أدين فيها وحكم عليه بالسجن، لتنهي مسيرته السياسية وتطيح بمستقبله.
هناك إجماع متزايد بين المؤرخين والمحللين السياسيين في إسرائيل على أن أي تدخل عسكري في لبنان يحمل في طياته ثمنًا سياسيًا باهظًا، أشبه بلعنة قاتلة. قد يبدو الأمر مجرد خرافة أو أسطورة، لكنه يمثل هاجسًا نفسيًا لدى بعض الشخصيات المؤثرة في إسرائيل، ويؤثر في قراراتهم ومواقفهم.
بعد الاجتياح الإسرائيلي الغاشم للبنان عام 1982، والذي خلف دمارًا شاملاً واحتلالًا لبيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا المروعة، انهار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، مناحيم بيجن، ودخل في نوبة اكتئاب حادة. جاء ذلك بعد مراجعة مريرة للخسائر العسكرية الفادحة، وسط احتجاجات عارمة من عائلات الجنود الإسرائيليين القتلى. كما جرت محاكمة عسكرية لوزير دفاعه، أرييل شارون، بسبب تجاوزات جسيمة. انتهت القصة باعتزال بيجن للسياسة ومعاقبة شارون بعد استقالتهما المخزية من منصبيهما.
لاحقًا، مُني شمعون بيريز بهزيمة ساحقة في الانتخابات الإسرائيلية، وذلك عقب عدوانه الغادر على لبنان وعملية "عناقيد الغضب" المستوحاة من نصوص توراتية. وشهدت هذه العملية مجزرة قانا الدموية عام 1996، التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء.
ثم جاءت مغامرة إيهود أولمرت الفاشلة في عام 2006، والتي جرّت عليه لاحقًا قضايا فساد أدين فيها وحكم عليه بالسجن، لتنهي مسيرته السياسية وتطيح بمستقبله.
هناك إجماع متزايد بين المؤرخين والمحللين السياسيين في إسرائيل على أن أي تدخل عسكري في لبنان يحمل في طياته ثمنًا سياسيًا باهظًا، أشبه بلعنة قاتلة. قد يبدو الأمر مجرد خرافة أو أسطورة، لكنه يمثل هاجسًا نفسيًا لدى بعض الشخصيات المؤثرة في إسرائيل، ويؤثر في قراراتهم ومواقفهم.
